فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة} يعني الدنيا، والمراد الدار العاجلة؛ فعبّر بالنعت عن المنعوت.
{عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ} أي لم نعطه منها إلا ما نشاء ثم نؤاخذه بعمله، وعاقبته دخولُ النار.
{مَذْمُومًا مَّدْحُورًا} أي مطرودًا مبعدًا من رحمة الله.
وهذه صفة المنافقين الفاسقين، والمرائين المداجين، يلبِسون الإسلام والطاعة لينالوا عاجل الدنيا من الغنائم وغيرها، فلا يقبل ذلك العمل منهم في الآخرة ولا يُعطون في الدنيا إلا ما قُسم لهم.
وقد تقدّم في هود أن هذه الآية تقيّد تلك الآيات المطلقة؛ فتأمْله.
{وَمَنْ أَرَادَ الآخرة} أي الدار الآخرة.
{وسعى لَهَا سَعْيَهَا} أي عمِل لها عملها من الطاعات.
{وَهُوَ مُؤْمِنٌ} لأن الطاعات لا تقبل إلا من مؤمن.
{فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} أي مقبولًا غير مردود.
وقيل: مضاعَفًا؛ أي تضاعف لهم الحسنات إلى عشر، وإلى سبعين وإلى سبعمائة ضعف، وإلى أضعاف كثيرة؛ كما روي عن أبي هريرة وقد قيل له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله ليَجْزي على الحسنة الواحدة ألف ألف حسنة»؟ فقال سمعته يقول: «إن الله ليَجْزِي على الحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة».
قوله تعالى: {كُلًا نُّمِدُّ هؤلاء وهؤلاء مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ} أعلم أنه يرزق المؤمنين والكافرين.
{وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} أي محبوسًا ممنوعًا؛ من حَظَر يَحْظُر حَظْرًا وحظارًا.
ثم قال تعالى: {انظر كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ} في الرزق والعمل؛ فمن مُقِلٍّ ومكثر.
{وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} أي للمؤمنين؛ فالكافر وإن وُسّع عليه في الدنيا مرة، وقُتّر على المؤمن مَرّة فالآخرة لا تقسم إلا مرة واحدة بأعمالهم؛ فمن فاته شيء منها لم يستدركه فيها.
وقوله: {لاَّ تَجْعَل مَعَ الله إلها آخَرَ} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته.
وقيل: الخطاب للإنسان. {فَتَقْعُدَ} أي تبقى. {مَذْمُومًا مَّخْذُولًا} لا ناصر لك ولا وَلِيًا. اهـ.

.قال أبو حيان:

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ} و{العاجلة} هي الدنيا ومعنى إرادتها إيثارها على الآخرة، ولابد من تقدير حذف دل عليه المقابل في قوله: {من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن} فالتقدير: من كان يريد العاجلة وسعى لها سعيها وهو كافر.
وقيل: المراد {من كان يريد العاجلة} بعمل الآخرة كالمنافق والمرائي والمهاجر للدنيا والمجاهد للغنيمة والذكر كما قال عليه السلام: «ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» وقال عليه الصلاة والسلام: «من طلب الدنيا بعمل الآخرة فما له في الآخرة من نصيب». وقيل: نزلت في المنافقين وكانوا يغزون مع المسلمين للغنيمة لا للثواب، و{من} شرط وجوابه {عجلنا له فيها ما نشاء} فقيد المعجل بمشيئته أي ما يشاء تعجيله.
و{لمن نريد} بدل من قوله: {له} بدل بعض من كل لأن الضمير في {له} عائد على من الشرطية، وهي في معنى الجمع، ولكن جاءت الضمائر هنا على اللفظ لا على المعنى، فقيد المعجل بإرادته فليس من يريد العاجلة يحصل له ما يريده، ألا ترى أن كثيرًا من الناس يختارون الدنيا ولا يحصل لهم منها إلاّ ما قسمه الله لهم، وكثيرًا منهم يتمنون النزر اليسير فلا يحصل لهم، ويجمع لهم شقاوة الدنيا وشقاوة الآخرة.
وقرأ الجمهور: {ما نشاء} بالنون وروي عن نافع ما يشاء بالياء.
فقيل الضمير في يشاء يعود على الله، وهو من باب الالتفات فقراءة النون والياء سواء.
وقيل يجوز أن يعود على من العائد عليها الضمير في {له} وليس ذلك عامًا بل لا يكون له ما يشاء إلاّ آحاد أراد الله لهم ذلك، والظاهر أن الضمير في {لمن نريد} يقدر مع تقديره مضاف محذوف يدل عليه ما قبله، أي لمن نريد تعجيله له أي تعجيل ما نشاء.
وقال أبو إسحاق الفزاري المعنى لمن نريد هلكته وما قاله لا يدل عليه لفظ في الآية.
و{جعلنا} بمعنى صيرنا، والمفعول الأول {جهنم} والثاني له لأنه ينعقد منهما مبتدأ وخبر، فنقول: جهنم للكافرين كما قال هؤلاء للنار وهؤلاء للجنة و{يصلاها} حال من جهنم.
وقال أبو البقاء: أو من الضمير الذي في {له}.
وقال صاحب الغنيان: مفعول {جعلنا} الثاني محذوف تقديره مصيرًا أو جزاءً انتهى.
{مذمومًا} إشارة إلى الإهانة.
{مدحورًا} إشارة إلى البعد والطرد من رحمة الله {ومن أراد الآخرة} أي ثواب الآخرة بأن يؤثرها على الدنيا، ويعقد إرادته بها {وسعى} فيما كلف من الأعمال والأقوال {سعيها} أي السعي المعد للنجاة فيها.
{وهو مؤمن} هو الشرط الأعظم في النجاة فلا تنفع إرادة ولا سعي إلا بحصوله.
وفي الحقيقة هو الناشىء عنه إرادة الآخرة والسعي للنجاة فيها وحصول الثواب، وعن بعض المتقدّمين من لم يكن معه ثلاث لم ينفعه عمله: إيمان ثابت، ونية صادقة، وعمل مصيب، وتلا هذه الآية {فأولئك} إشارة إلى من اتصف بهذه الأوصاف وراعى معنى من فلذلك كان بلفظ الجمع، والله تعالى يشكرهم على طاعتهم وهو تعالى المشكور على ما أعطى من العقل وإنزال الكتب وإيضاح الدلائل، وهو المستحق للشكر حقيقة ومعنى شكرة تعالى المطيع الإثناء عليه وثوابه على طاعته.
وانتصب {كلا} بنمد والإمداد المواصلة بالشيء، والمعنى كل واحد من الفريقين {نمد} كذا قدره الزمخشري: وأعربوا {هؤلاء} بدلًا من {كلا} ولا يصح أن يكون بدلًا من كل على تقدير كل واحد لأنه يكون إذ ذاك بدل كل من بعض، فينبغي أن يكون التقدير كل الفريقين فيكون بدل كل من كل على جهة التفصيل.
والظاهر أن هذا الإمداد هو في الرزق في الدنيا وهو تأويل الحسن وقتادة، أي إن الله يرزق في الدنيا مريدي العاجلة الكافرين، ومريدي الآخرة المؤمنين ويمد الجميع بالرزق، وإنما يقع التفاوت في الآخرة ويدل على هذا التأويل {وما كان عطاء ربك محظورًا} أي إن رزقه لا يضيق عن مؤمن ولا كافر.
وعن ابن عباس أن معنى {من عطاء ربك} من الطاعات لمريد الآخرة والمعاصي لمريد العاجلة، فيكون العطاء عبارة عما قسم الله للعبد من خير أو شر، وينبوا لفظ العطاء على الإمداد بالمعاصي.
والظاهر أن {انظر} بصرية لأن التفاوت في الدنيا مشاهد و{كيف} في موضع نصب بعد حذف حرف الجر، لأن نظر يتعدى به، فانظر هنا معلقة.
ولما كان النظر مفضيًا وسببًا إلى العلم جاز أن يعلق، ويجوز أن يكون {انظر} من نظر الفكر فلا كلام في تعليقه إذ هو فعل قلبي.
والتفضيل هنا عبارة عن الطاعات المؤدّية إلى الجنة، والمفضل عليهم الكفار كأنه قيل: انظر في تفضيل فريق على فريق، وعلى التأويل الأول كأنه قيل في تفضيل شخص على شخص من المؤمنين والكافرين، والمفضول في قوله: {أكبر درجات وأكبر تفضيلًا} محذوف تقديره من درجات الدنيا ومن تفضيل الدنيا.
وروي أن قومًا من الأشراف ومن دونهم اجتمعوا بباب عمر رضي الله عنه، فخرج الإذن لبلال وصهيب فشق على أبي سفيان فقال سهيل بن عمر: وإنما أتينا من قبلنا أنهم دعوا ودعينا، يعني إلى الإسلام فأسرعوا وأبطأنا، وهذا باب عمر فكيف التفاوت في الآخرة، ولئن حسدتموهم على باب عمر لما أعد الله لهم في الجنة أكثر.
وقرئ أكثر بالثاء المثلثة.
وقال ابن عطية: وقوله: {أكبر درجات} ليس في اللفظ من أي شيء لكنه في المعنى، ولابد {أكبر درجات} من كل ما يضاف بالوجود أو بالفرض، ورأى بعض العلماء أن هذه الدرجات والتفضيل إنما هو فيما بين المؤمنين.
وأسند الطبري في ذلك حديثًا «أن أنزل أهل الجنة وأسفلهم درجة كالنجم يرى في مشارق الأرض ومغاربها وقد أرضى الله الجميع فما يغبط أحد أحدًا» والخطاب في {لا تجعل} للسامع غير الرسول.
وقال الطبري وغيره: الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، والمراد لجميع الخلق.
{فتقعد} قال الزمخشري: من قولهم شحذ الشفرة حتى قعدت كأنها حربة، بمعنى صارت.
يعني فتصير جامعًا على نفسك الذم وما يتبعه من الهلاك من الذل والخذلان والعجز عن النصرة ممن جعلته شريكًا له انتهى.
وما ذهب إليه من استعمال {فتقعد} بمعنى فتصير لا يجوز عند أصحابنا، وقعد عندهم بمعنى صار مقصورة على المثل، وذهب الفراء إلى أنه يطرد جعل قعد بمعنى صار، وجعل من ذلك قول الراجز:
لا يقنع الجارية الخضاب ** ولا الوشاحان ولا الجلباب

من دون أن تلتقي الأركاب ** ويقعد الأير له لعاب

وحكى الكسائي: قعد لا يسأل حاجة إلاّ قضاها بمعنى صار، فالزمخشري أخذ في الآية بقول الفراء، والقعود هنا عبارة عن المكث أي فيمكث في الناس {مذمومًا مخذولًا} كما تقول لمن سأل عن حال شخص هو قاعد في أسوأ حال، ومعناه ماكث ومقيم، وسواء كان قائمًا أم جالسًا، وقد يراد القعود حقيقة لأن من شأن المذموم المخذول أن يقعد حائرًا متفكرًا، وعبر بغالب حاله وهي القعود.
وقيل: معنى {فتقعد} فتعجز، والعرب تقول: ما أقعدك عن المكارم والذمّ هنا لا حق من الله تعالى، ومن ذوي العقول في أن يكون الإنسان يجعل عودًا أو حجرًا أفضل من نفسه ويخصه بالكرامة وينسب إليه الألوهية ويشركه مع الله الذي خلقه ورزقه وأنعم عليه، والخذلان في هذا يكون بإسلام الله ولا يكفل له بنصر، والمخذول الذي لا ينصره من يحب أن ينصره.
وانتصب {مذمومًا مخذولًا} على الحال، وعند الفراء والزمخشري على أنه خبر لتقعد كلا لمذكرين مثنى معنى اتفاقًا مفردًا لفظًا عند البصريين على وزن فعل كمعي فلامه ألف منقلبة عن واو عند الأكثر، مثنى لفظًا عند الكوفيين، وتبعهم السهيلي فألفه للتثنية لا أصل ولامه لام محذوفة عند السهيلي ولا نص عن الكوفيين فيها، ويحتمل أن تكون موضوعة على حرفين على أصل مذهبهم، ولا تنفك عن الإضافة وإن أضيف إلى مظهر فألفه ثابتة مطلقًا في مشهور اللغات، وكنانة تجعله كمشهور المثنى أو إلى مضمر، فالمشهور قلب ألفه ياء نصبًا وجرًا، والذي يضاف إليه مثنى أو ما في معناه.
وجاء التفريق في الشعر مضافًا فالظاهر وحفظ الكوفيون كلاي وكلاك قاما ويستعمل تابعًا توكيدًا ومبتدأ ومنصوبًا ومجرورًا، ويخبر عنه إخبار المفرد فصيحًا، وربما وجب، وإخبار المثنى قليلًا وربما وجب. اهـ.

.قال أبو السعود:

{مَن كَانَ يُرِيدُ} بأعماله التي يعملها سواءٌ كان ترتُّبُ المراد عليها بطريق الجزاءِ كأعمال البِرّ أو بطريق ترتبِ المعلولات على العلل كالأسباب، أو بأعمال الآخرة فالمرادُ بالمريد على الأول الكفرةُ وأكثرُ الفسقة، وعلى الثاني أهلُ الرياء والنفاق والمهاجِرُ للدنيا والمجاهدُ لمحض الغنيمة {العاجلة} فقط من غير أن يريد معها الآخرةَ كما ينبىء عنها الاستمرارُ المستفادُ من زيادة كان هاهنا مع الاقتصار على مطلق الإرادةِ في قسيمه، والمرادُ بالعاجلة الدارُ الدنيا وبإرادتها إرادةُ ما فيها من فنون مطالبِها كقوله تعالى: {وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا} ويجوز أن يراد الحياةُ العاجلة كقوله عز وجل: {مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا} لكن الأولَ أنسبُ بقوله: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا} أي في تلك العاجلةِ فإن الحياةَ واستمرارها من جملة ما عُجِّل له، فالأنسبُ بذلك كلمةُ من كما في قوله تعالى: {وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدنيا نُؤْتِهِ مِنْهَا} {مَا نَشَاء} أي ما نشاء تعجيلَه له من نعيمها لا كلَّ ما يريد {لِمَن نُّرِيدُ} تعجيلَ ما نشاء له وهو بدلٌ من الضمير في له بإعادة الجارِّ بدلَ البعض، فإنه راجعٌ إلى الموصول المنبىءِ عن الكثرة، وقرئ لمن يشاء على أن الضميرَ لله سبحانه، وقيل: هو لِمَن فيكون مخصوصًا بمن أراد به ذلك، وهو واحدٌ من الدهماء، وتقييدُ المعجَّل والمعجَّل له بما ذُكر من المشيئة والإرادة لما أن الحِكمةَ التي عليها يدور فلكُ التكوين لا تقتضي وصولَ كلِّ طالبٍ إلى مرامه ولا استيفاءَ كلِّ واصل لما يطلُبه بتمامه، وأما ما يتراءى من قوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} من نيل كلِّ مؤمِّلٍ لجميع آماله ووصولِ كلِّ عاملٍ إلى نتيجة أعمالِه، فقد أُشير إلى تحقيق القولِ فيه في سورة هود بفضل الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ} مكان ما عجلنا له {جَهَنَّمَ} وما فيها من أصناف العذاب {يصلاها} يدخُلها وهو حالٌ من الضمير المجرور أو من جهنم أو استئنافٌ {مَذْمُومًا مَّدْحُورًا} مطرودًا من رحمة الله تعالى، وقيل: الآية في المنافقين كانوا يُراؤون المسلمين ويغزون معهم ولم يكن غرضُهم إلا مساهمتَهم في الغنائم ونحوِها، ويأباه ما يقال إن السورةَ مكيةٌ سوى آياتٍ معينة.
{وَمَنْ أَرَادَ} بأعماله {الأخرة} الدارَ الآخرةَ وما فيها من النعيم المقيم {وسعى لَهَا سَعْيَهَا} أي السعْيَ اللائقَ بها وهو الإتيانُ بما أُمر والانتهاءُ عما نُهيَ لا التقرّبُ بما يخترعون بآرائهم، وفائدةُ اللام اعتبارُ النيةِ والإخلاص {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} إيمانًا صحيحًا لا يخالطه شيءٌ قادحٌ فيه، وإيرادُ الإيمانِ بالجملة الحالية للدِلالة على اشتراط مقارنتِه لما ذُكر في حيِّز الصلة {فَأُوْلَئِكَ} إشارةٌ إلى الموصولِ بعنوان اتصافِه بما في حيز الصلةِ، وما في ذلك من معنى البعدِ للإشعار بعلو درجتِهم وبُعد منزلتِهم، والجمعيةُ لمراعاة جانب المعنى إيماءً إلى أن الإثابة المفهومةَ من الخبر تقع على وجه الاجتماعِ أي أولئك الجامعون لما مر من الخصال الحميدةِ، أعني إرادةَ الآخرةِ والسعيَ الجميلَ لها والإيمانَ {كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} مقبولًا عند الله تعالى أحسنَ القَبول مُثابًا عليه، وفي تعليق المشكوريّةِ بالسعْي دون قرينَيْهِ إشعارٌ بأنه العمدةُ فيها.